top of page

قارب في بحر اسمنتي

    معرض مكانك سر 

القادم إلى معرض الفنان عايد عرفة يستقبله تنوع الألوان فيكاد يذهل بكم مزج الألوان التي تتراوح ما بين الأخضر والأصفر والبنفسجي والأزرق ودرجات البني. الحيز ليس بكبير ولكن بمجرد أن تخطو قدمك داخل الباب الزجاجي للمعرض حتى تدخل إلى عوالم مختلفة. تتحدث الفتاه التي تدير المكان عن الفنان عايد ونشأته في مخيم الدهيشة للاجئين وأعماله فيختفي صوتها لأشرد بمخيلتي داخل لوحة ”السر". أسمع صوت الألوان فهي ليست صامتة كما يظنها البعض، ملاقط الغسيل تحدد المباني وتربط الأحياء السكنية معاً، حبٌ للبحث في المساحات وهندستها يبدو واضحاً في هذه الرسمة، أنماط شكلية وهندسية متضادة ومتداخلة، أدراج كأدراج المدن الفلسطينية القديمة كبيت لحم والقدس القديمة، القباب أينما وليت وجهك، وفي قلب المدينة مصباح مضيء وفي أسفله هنالك السر في الكلام المتشابك بالخط العربي الساحر.

غزال قيد الانشاء

    

يقفز الغزال في إحدى اللوحات عالياً فوق كل القرى والمدن غير آبه بحواجز أو تقسيمات الأبرتهايد فهو لا يرى الجيش الإسرائيلي على الحواجز، هو هنا قبلهم بكثير. تقول محاميد: ”إن الصراع في داخل أراضي الـ ٤٨ أكبر من مجرد حدود وحواجز ، فهو على وجودنا على لغتنا حتى على قصصنا وذاكرتنا وموروثنا الحضاري.“

يجذب انتباهي مجسم لقطيع من الغزلان يسير في دائرة وهم مبتورو الأقدام متداخلين متشابكين معاً في دائرة محاصَرين داخلها قد تكون دوامة، فالدائرة في رمزيتها قد تحمل معنى الهزيمة وقد تحمل معنى التوحد أو قد تحمل فلسفة الحياه اليومية، ففي كل يوم تمر بنفس الدائرة ونفس الروتين فتدور الدائرة لننتهي بنفس النقطة التي بدأنا منها. تستخدم محاميد الدائرة بعدة أساليب في اللوحات والمجسمات فهي حتماً جزء من عمق الفكرة وتشكيلها البصري.

bottom of page